نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : الحُصري القيرواني جلد : 4 صفحه : 1086
وأغرّ فى الزمن البهيم محجّل ... قد رحت منه على أغرّ محجّل
كالهيكل المبنىّ إلّا أنه ... فى الحسن جاء كصورة فى هيكل
ملك العيون؛ فإن بدا أعطينه ... نظر المحبّ إلى الحبيب المقبل
ما إن يعاف قذى ولو أوردته ... يوما خلائق حمدويه الأحول
وفى قصيدته هذه يحكى أن البحترى قال له أصحابه: إنك ستعاب بهذا البيت؛ لأنك سرقته من أبى تمام، قال: أعاب من أخذى من أبى «1» تمام؟! والله ما قلت شعرا قط إلا بعد أن أحضرت شعره فى فكرى، قال: وأسقط البيت بعد، فلا يوجد فى أكثر النسخ.
[سبق المتقدمين إلى الاستطراد]
وهذا معنى قد أعجب المحدثين، وتخيّلوا أنهم لم يسبقوا إليه، وقد تقدّم لمن قبلهم، قال الفرزدق:
كأن فقاح الأزد حول ابن مسمع ... إذا جلسوا أفواه بكر بن وائل
قال الحاتمى: وأنى جرير بهذا النوع فحثا «2» فى وجه السابق إلى هذا المعنى فضلا عمن تلاه؛ فإنه استطرد فى بيت واحد، فهجا فيه ثلاثة، فقال:
لما وضعت على الفرزدق ميسمى ... وعلى البعيث جدعت أنف الأخطل
وقيل هذا البيت مما يرد على الحاتمى، وهو قوله:
أعددت للشعراء كأسا مرّة ... فسقيت آخرهم بكأس الأول
قال أبو إسحاق: وأوّل من ابتكره السموءل بن عادياء اليهودى، وكل أحد تابع له فقال:
وإنّا أناس لا نرى القتل سبّة ... إذا ما رأته عامر وسلول
يقرّب حبّ الموت آجالنا لنا ... وتكرهه آجالهم فتطول
نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : الحُصري القيرواني جلد : 4 صفحه : 1086